تلك القصة ليست خرافة أو أسطورة
بل هي حقيقة كاملة بالنسبة لأعداء الأسلام ( النصاري ) أو كما يحبون تلقيب أنفسهم ( المسيحين ) شفاهم الله وعفاهم
قضية من أهم القضايا التي تبين لنا إلى أي مدى قد توغلت الخرافة والأسطورة في الديانة المسيحية .. والتي تخرجها من حيز الدين السماوي إلى حيز الديانات الوثنية الموجودة الآن على الساحة الفكرية للإنسان .. ومع هذا لا تجد هذه القضية الآذان الصاغية أو العقل الكافي لدى المسحيين .. لإدراك حقيقة هذه الكارثة التي تحول دون تحقيقهم للغايات من خلقهم ، وبهذا تخرجهم عن رحمة الله سبحانه وتعالى ..!!!
ونبدأ بشرح الكتاب المقدس لطبيعة الإله وماهيته في الديانة المسيحية .. حيث يخبرنا بها ـ نحن البشرية العاجزة ـ بأن شكله النهائي ، له المجد ، عبارة عن ..
[ (5) ... خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعُ أعين هى سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض ] (الكتاب المقدس : رؤيا يوحنا اللاهوتي {5} : 6)
وهي الطبيعة والماهية المقدسة للإله .. له المجد ..!!! ـ التي رآها القديس " يوحنا الرائي " .. أو " يوحنا اللاهوتي " .. ليخبرنا بها فيما بعد .. في سفره المعروف باسمه ( آخر أسفار الكتاب المقدس ) ..!!! وحتى لا يخطئ الظن أو تصور الإنسان ـ عن الإله ـ وتسير به الظنون في طريق مسدود .. فيما لا يحمد عقباه .. فقد قام الإله ـ كما يذكر لنا الكتاب المقدس ـ بأخذ القديس " يوحنا اللاهوتي " ليريه طبيعته وماهيته .. بشكل مباشر .. ليقوم هذا القديس ـ بالتالي ـ بإخبار البشرية بهذه الرؤية المجيدة .. في سفره المعروف باسمه .. والذي يبدأه بقوله ..
[ (1) إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله ليرى عبيده مالا بد أن يكون عن قريب وبينه مرسلا بيد ملاكه لعبده يوحنا (2) الذي شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما رآه ] ( الكتاب المقدس : رؤيا يوحنا اللاهوتي {1} : 1 - 2 ).
أو كما جاء هذا النص .. في الترجمة العربية الحديثة .. على النحو التالي ..
[ (1) هذه رؤيا أعطاها الله ليسوع المسيح ، ليكشف لعبيده عن أمور لابد أن تحدث عن قريب . وأعلنها المسيح لعبده يوحنا عن طريق ملاك أرسله لذلك (2) وقد شهد يوحنا بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح ، بجميع الأمور التي رآها ]( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : الرؤيا {1} : 1 - 2 )
وعقب عودة القديس ( يوحنا اللاهوتي ) من هذه الرؤية .. يروي لنا كل ما رآه عن قرب .. ويستفيض " القديس يوحنا اللاهوتي " فى وصف الإله ، وفى وصف عرش الإله ، وفى وصف هيكل الإله .. وفى وصف الأحداث الجسام التى رآها .. حتى كاد الأمر أن يلتبس على الإنسان المنصت له ..!!! فيلجأ الإنسان إلى البرهان الرياضي فى هذا الشأن ، حتى لا تضيع منه الحقائق ، ويخطئ معه الحساب . ففي خطوات رياضية محكمة ، لا يخطئها كل ذي خبرة ، يأتي هذا البرهان الرياضي ـ المحكم ـ على هذا كالنحو التالي :
بما أن الخروف له روح الله . ( رؤ 5 : 6 )
وبما أن الخروف يلازم الإله الجالس على العرش . ( رؤ 5 : 13 )
وبما أن الخروف والله فى عرش واحد هو عرش الإله الواحد . ( رؤ 7 : 9 - 10 )
وبما أن الخروف والله هيكل واحد هو هيكل الإله الواحد . ( رؤ 21 : 22 )
إذن الخروف هو الرب الإله . ( رؤ 20 : 22 )
وبذلك ينتهي الإنسان " بما لا يدع مجالا لأي شك ـ من هذا البرهان العلمي الشائك ـ بأن " الإله " ـ من منظور الديانة المسيحية ـ هو خروف له سبعة قرون ..!!! أو تحديدا هو .. [ .. خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبع أعين .. ]
ويهنئ الإنسان نفسه على هذا البرهان المعقد ، فلولا تقدم الإنسان فى المنطق الرياضي ما استطاع أن يصل إلى مثل هذا البرهان . ولهذا يقول عنه ( أى عن هذا البرهان ) الأنبا غرغوريوس ، أسقف البحث العلمي والدراسات العليا ( فى الكرازة المرقسية ) ؛ هو تحليل علمي معاصر لصفات يسوع المسيح وماهيته الإلهية ، يكشف عن حقائق العقيدة المسيحية فى تسلسل موضوعي ، ووضوح منطقي ، ويقين ثابت ..!!!
فهذا هو طبيعة البرهان العلمي فى الفكر المسيحي ..!!! وهذا هو حال الكمالات الإلهية ، والاستعلاء الإلهي الذي يقول به هذا الفكر ..!!! فـ " الإله " عبارة عن .. [ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبع أعين .. ] فهذه هى بعض من الكمالات الإلهية فى الفكر المسيحي عن الإله ..!!!
وبديهي وحال الإله خروفا ..!!! فلابد وأن يكون عرش الإله ( أى الخروف ) ـ هو الآخر ـ محاطا بالحيوانات الخرافية ..!!! وهذا هو الحادث فعلا .. ويأتي هذا الفكر بشكل مباشر في النص المقدس التالي ..
[ (6) وقدام العرش بحر زجاج شبه البلور . وفي وسط العرش وحول العرش أربعة حيوانات مملوة عيونا من قدام ومن وراء (7) والحيوان الأول شبه أسد والحيوان الثاني شبه عجل والحيوان الثالث له وجه مثل وجه إنسان والحيوان الرابع شبه نسر طائر (8) والأربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة أجنحة حولها ومن داخل مملوّة عيونا ولا تزال نهارا وليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر على كل شيء الذي كان والكائن والذي يأتي ] ( الكتاب المقدس : رؤيا يوحنا اللاهوتي {4} : 6 – 7 )
وكما نرى فإن الفكر الإلهي وتوابعه هو فكر أسطوري وخرافي إلى حد بعيد..!!!